رؤى وخطط المكتبات العامة الإستراتيجية : نموذج تطبيقي على مكتبة الزاوية الحمراء = Visions and Strategic Plans of Public Libraries : Application Model on the Zawia Public Pibrary
Cybrarians Journal, Jun 1, 2017
رغم قلة عدد المكتبات العامة في مصر تبعا لعدد السكان إذ يشير واقع المكتبات في مصر إلى وجود ما يربو... more رغم قلة عدد المكتبات العامة في مصر تبعا لعدد السكان إذ يشير واقع المكتبات في مصر إلى وجود ما يربو من ألفي مكتبة، يبلغ عدد المكتبات العامة منها حوالي 1200 مكتبة وهذا العدد لا يتناسب مطلقا مع عدد السكان الذي يبلغ أكثر من 90 مليون نسمة ، حيث تخدم كل مكتبة عامة أكثر من 65 ألف مواطن ، علما بأن المعايير الدولية توصي بإنشاء مكتبة عامة لكل ستة آلاف مواطن ، وهو ما يعني أن مصر تحتاج إلى حوالي عشرة آلاف مكتبة إضافية لتسد هذه الفجوة. وبالنسبة لاحصائيات المكتبات في الولايات المتحدة (مكتبة لكل 18.000 نسمة) فمصر بحاجة إلى 3800 مكتبة، أما بالنسبة لإحصائيات المكتبات العامة في اليابان(مكتبة لكل 40.000 نسمة) فمصر بحاجة الى 1050 مكتبة عامة ، ويبدو أننا لا نعاني فقط معاناة شديدة من نقص عدد المكتبات ، بل نعاني أيضا من عدم وجود خطط استراتيجية للمكتبات العامة تكون نبراسا للمديرين و القادة في المكتبات العامة يسيرون على هديها، وتكون كذلك هاديا ومرشدا للعاملين في المكتبات العامة لمعرفة الدور المنوط بهم والأمل المعقود عليهم في إحياء عالم المعرفة . يستعرض الباحث أهمية التخطيط الإستراتيجي ومراحله و أهم عناصر التخطيط الإستراتيجي في بعض المكتبات العامة في الولايات المتحدة الأمريكية مثل مكتبة نيويورك العامة، ومكتبة شيكاجو ، ومكتبة سياتل وغيرها من المكتبات الأخرى، وهل تتفق فيما بينها في العناصر الهامة الرئيسية أي أن كل ما هنالك هو إختلاف تسميات فقط، أم ان هناك إختلافات جذرية في الخطط الإستراتيجية . ثم يتسائل الباحث هل هناك خطط استراتيجية للمكتبات العامة في مصر أم لا ؟ ومن خلال السؤال المباشر لبعض العاملين في مكتبة مصر العامة، ومكتبات جمعية مصر للثقافة وتنمية المجتمع (جمعية الرعاية المتكاملة سابقا) ومن خلال البحث المباشر في شبكة الإنترنت ، لم يتوصل الباحث من خلال البحث العادي على موقع جوجل إلى خطط استراتيجية للمكتبات العامة في مصر، في حين أنه وجد وبالبحث العادي أيضا أكثر من 4 خطط استراتيجية لمكتبات عامة كبرى في الولايات المتحدة الأمريكية ، فكيف تعمل المكتبات العامة في مصر دون وجود خطط استراتيجية يعلمها جميع العاملون و المدراء .
Uploads
Papers by Osama Gharieb
يهدف الدليل إلى نشر قيم ومباديء الثقافة التنظيمية في المؤسسات الثقافية وإبراز أهم معالمها ....كما يهدف الدليل إلى تقديم إرشادات للمؤسسات الثقافية المتنوعة من أجل بناء ثقافة تنظيمية صحية تشجع على الإبداع والابتكار، كما يعرض الدليل لأهم معالم تجربة مكتبة مصر العامة .
يمكن نشر الخطة الإستراتيجية للمكتبة على جميع العاملين من خلال ورقة واحدة يمكن أن تطوى داخل قلم ويتم وضع القلم داخل جيب كل موظف بحيث إذا استشكل عليه أمر، استخرج الخطة الإستراتيجية من القلم الموجود بداخل سترته، الخطة تتضمن الرؤية والرسالة ومؤشرات الأداء التي يعمل عيها جميع العالمين مقسمة حسب بطاقة الأداء المتوازن من الجيل الرابع
يهدف هذا الدليل إلى توحيد أسلوب الكتابة سعيًا إلى الالتزام بأسلوب موحد يعكس هوية المكتبة التحريرية والإعلامية، وتحسين دقة ووضوح المحتوى، وتقديم إرشادات واضحة للمحررين بالإضافة إلى ذلك يساهم الدليل في تعزيز هوية المكتبة ، ويساعد في تحقيق أهدافها التثقيفية، كما يُمكن المكتبة من تقديم محتوى عالي الجودة يعكس قيمها ورسالتها، مما يعزز من تفاعل الجمهور ويزيد من تأثيرها الإيجابي في المجتمع.
يعرض الدليل لتجربة مكتبة مصر العامة في الابتكار، لتحقيق خطتها وأهدافها الاستراتيجية؛ حيت أنها كانت تجربة رائدة يجري الأن توثيقها حتى يتم السير عليها في المستقبل في ظل منهجية التحسين المستمر، كما يركز الدليل على أهمية حفظ حقوق الملكية الفكرية (الخاص ببراءات الإختراع) ودعم الشراكات (للتغلب على ضعف الإمكانيات المادية).
تعد تجربة مكتبة مصر العامة تجربة رائدة متميزة تستحق أن يتم تقييمها والإستفادة منها ومناقشة الأفكار والمقترحات والتجارب الواردة بها بين المكتبات العامة خاصة، والمؤسسات الثقافية عامة، ، وكذلك فتح أفاق التعاون بين الجميع حتى نسير ناحية المستقبل الذي يفتح ذراعية للأفكار الواعدة المبتكرة؛ لتحقيق سعادة ورضاء المستفيدين المتعاملين مع المؤسسات الثقافية .
وينبغي أيضا عدم النظر إلى تحقيق الأرقام المستهدفة فقط؛ أي النظر إلى جزء فقط من الصورة و إهمال باقي الأجزاء، فإن مواصفة قياس الأثر 16439 و المخصصة لقياس تأثير المكتبة تدعم ذلك وبشدة، فلا يُعقل أن تحقق مكتبة ما الأرقام المستهدفة دون أن يكون لها أثر يُذكر على الأفراد و الجماعات و المجتمع، أو أن يكون لمكتبة هدف اقتصادي وهو تحقيق دخل مادي كبير للمكتبة وإهمال الجانب الاقتصادي المتردي الذي تعاني منه المجتمعات الفقيرة و المهمشة؛ حتى لا تكون المكتبة حكرا على الذين يملكون الأموال لا حكرا على الذين يملكون الأحلام وهم الأولى و الأجدر للاستفادة من المكتبات، فإن الغني بإستطاعته شراء الكتب و المكتبات، بينما الفقير لا يستطيع.
ونأتي إلى السؤال الهام الذي يشغلنا جميعا: متى نغلق المكتبة؟ هل حين نعجز عن تحقيق الأرقام المستهدفة من الإعارات و الأنشطة و المستفيدين النشطين، أو نعجز عن تحقيق عائد مادي يغطي تكاليف التشغيل على الأقل؟ ولعل إجابة هذا السؤال تكمن في ما تفعله دولة فنلندا وهو بناء أعظم مكتبة عامة وهي مكتبة أوودي هذا في الوقت الذي يتم فيه إغلاق كثير من المكتبات في أوروبا و أمريكا، وفي الوقت الذي يقل فيه الإنفاق على المكتبات في باقي الدول يزيد الإنفاق في دولة فنلندا، إن الشأن الثقافي للذي يدرك أهميته في بناء الأمم ليستدعي أن نسير عكس الإتجاه في بعض الأحيان مؤمنين بسمو الهدف الذي ينبغي أن ننفق من أجله لبناء وطن عظيم بأبنائه المثقفين.
إن الأرقام المستهدفة هي جزء من الرؤية وليست الرؤية كلها، ينبغي النظر إليها في كل وقت بعين الاهتمام و التقدير دون أن نغفل عن تأثير المكتبة الذي يفوق الأرقام المستهدفة وكل تصوراتنا التقليدية البدائية.
وتتجه الورقة منحى مغايرا لقياس الأداء في المكتبات وهو محاولة الوصول إلى معادلة تقودنا إلى الأتي: أن الكتب التي أجمع النقاد على أهميتها ورسوخها في المجال وليكن في تخصص الأدب وبخاصة الروايات هي الكتب الأكثر إستعارة في المكتبات العامة، وهي الكتب الأسرع نفاذا عند الناشرين .
لايفوتنا كم التلاعب الذي قد يحدث في هذا المجال من بعض الأدعياء مثل نفاذ الطبعة الأولى والثانية والثالثة، دون أن يذكر أحد العدد الحقيقي لكل طبعة هل هو 5000 نسخة مثلا، أم مجرد 500 نسخة فقط، هل هناك توافق حقيقي بين مايقرره النقاد و الأدباء من أهمية رواية ما ، وعدد النسخ المبيعة منه، وعدد إعارات تلك المواد، وهل الذي يقرر أهمية رواية ما هم النقاد أم المكتبة العامة، أم مبيعات الناشرين، وهل من الواجب والمرجح أن الروايات و الكتب الأكثر مبيعا هي الأكثر فائدة للقراء و المستفيدين.
كما تتطرق الورقة إلى ماهية دور المكتبات العامة في هذا الصراع؟ هل هو دور المتفرج الذي يشاهد عن كثب ولكن دون تدخل، أم أنه يجب عليه أن يتدخل، ليس بالمنع ولكن عن طريق زيادة عدد نسخ رواية ما، وتقليل عدد أخرى، وما هي المعايير التي تتبعها المكتبة في ذلك.
في محاولة لوضع تصور للعلاقة بين ما يقرره النقاد من أهمية كتاب، وما يحققه من معدلات إعارة في المكتبات العامة، وما يحققه الناشر من نسب مبيعات لذات الكتاب، تدور هذه الورقة في هذا العالم المثير .
وبينما نجد أن مندوبي المبيعات في الشركات التجارية يبذلون مجهودا خرافيا من أجل تحطيم أرقامهم المستهدفة؛ لتحقيق أرباحا طائلة من بيع منتجاتهم - على الرغم من ضحالتها وتفاهتها بل وضررها البالغ في الكثير من الأحيان-، نجد أن أصحاب المنتج الوحيد الذي يخاطب العقول؛ لتحيا وتسعد في ظل المعرفة- والذي ثبت أنه غير ضار بالصحة إطلاقا- قد غفلوا عن مهمتهم .
وإن مكتبة تفتح قاعتها الكبيرة من أجل مستفيد واحد مع ما يحمله هذا من نفقات باهظة لتكاليف : استهلاك الكهرباء(إنارة وتكييف ...إلخ)، وتكلفة موظف قائم بالخدمة، يبدو ضربا من الجنون في ظل عدم توازن بين التكلفة و العائد، إلا أن كل ذلك قد يتبدد إذا علمنا أن هذا المستفيد هو العالم الفذ أينشتاين
بين تلك النظرتين للأمور يجب أن تتأرجح نظرة القائمين على شئون المكتبات، فإذا كان تحقيق الدخل من أهم أولوياتنا، فإن ذلك لا يجب أن ينصب كلية على تحمل المستفيد له من تكلفة اشتراكات العضوية وتكلفة المشاركة في الأنشطة، بل يجب أن يتوسع ليشمل الاستفادة من تأجير قاعات المكتبة وحدائقها في غير أوقات العمل الرسمية لمصلحة المستفيدين وتقليل الكلفة عليهم، إن لم يكن جعل كل خدمات المكتبة مجانية.
يقول بيتر دراكر (رائد عام الإدارة): يفشل بعض رواد الأعمال لأنهم يعتقدون أن الهدف من المشروع الريادي هو خلق عائدات !! في الوقع الهدف الأساسي لأي نشاط تجاري هو خلق عميل والمحافظة عليه... (العائدات نتيجة وليست هدف) تأكد أن عميلك سعيد بالتعامل معك، ويرغب بتكرار التجربه... اجعل استراتيجياتك تتمحور حول العميل.
ويقول شويي يامانا الرئيس التنفيذي لشركة كونيكا مينولتا اليابانية
(Konica Minolta) "أؤمن أن الناس لا يعملون من أجل الأرقام، إنهم بحاجة إلى مشاركة نفس المعتقد؛ وهو أنهم يخلقون قيمة بطريقة ما" (هارفي، 2018)
هناك مجموعة من الجمل لا يمكن شرحها ولكن يكفي تأملها مليا حتى نستوعبها:
1. لا تزال بطاقة المكتبة هذه في محفظتي اليوم"، كما تقول بكل فخر رازميار.
2. ينظر إلى المكتبات على أنها الوجه المرئي للإيمان الفنلندي في التعليم والمساواة والمواطنة الصالحة. "هناك إيمان قوي بالتعليم للجميع".
3. في الوقت الذي تواجه فيه المكتبات في جميع أنحاء العالم تخفيضات في الميزانية، وانخفاضًا في عدد المستخدمين وإتجاه نحو غلق المكتبات، فإن فنلندا تخالف هذا الاتجاه، تنفق هلسنكي 98 مليون يورو على إنشاء مكتبة جديدة ضخمة.
4. لم يتم تصميم هذه المساحات لتكون معابد مغبرة بالتراب لمحو الأمية. إنها مساحات نابضة بالحياة ومدروسة جيداً تحاول بشكل نشط إشراك المجتمعات الحضرية التي تستخدمها.
5. أعتقد أن فنلندا لم تكن لتقدم هدية أفضل للشعب من هذه المكتبة والتي ترمز إلى أهمية التعلم "الذاتي" والتعليم "الرسمي".
6. "من الرائع أنه عند الوقوف على الشرفة المفتوحة للمكتبة، ينظر الناس مباشرة إلى البرلمان ويقفون على نفس المستوى".
7. مكتبة ماونولا Maunula، وهي في إحدى ضواحي شمال هلسنكي، لها مدخل يؤدي مباشرةً إلى أحد محلات السوبرماركت - وقد تم تصميمه بمساهمة ومشاركة من السكان المحليين.
8. االناس متحمسون لهذا الأمر على نطاق واسع". "ستكون مكتبة أودي هامة جدا للحياة اليومية هنا في هلسنكي".
إن إعادة تعريف وتقييم قوانين المكتبات، وبيان مدى أهميتها وكيف يمكن الإستفادة منها؛ سيكون سببا رئيسا لإعادة القيمة والبريق إلى الخدمات المقدمة في مجال المكتبات و المعلومات وكذلك العاملين فيه.
نحن لا نستطيع أن نحدد ونعظم ونعمل على تحقيق رغبات المستفيدين إلا في الإطار الضيق لرغباتنا، دون النظر إلى سياسات أخرى تضمن تحقيق رغبات المستفيدين وتحقيق رغبات العاملين في ذات الوقت؛ بتوفير جو العمل المبدع و التقدير الذاتي، وهذا يتحمل جزء كبير منه القائمين على السياسات ومجالس إدارات ومديرو المكتبات ومؤسسات المعلومات (أسامة غريب)
هدف هذا العمل :
1- وضع نماذج جاهزة يمكن لجوء المكتبات اليها عند الرغبة في عمل إستبانة وذلك بعد تطويعها وتعديلها
2- التعرف على الأنشطة المختلفة التي تقدمها المكتبات العامة الأجنبية
3- التعرف على الخدمات المختلفة التي تقدمها المكتبات العامة الأجنبية
4- معرفة أوجه القصور في الخدمات و الانشطة التي تقدمها المكتبات العربية
5- التعرف على نمط الحياة في المجتمعات الغربية ويتضح ذلك جليا في الإستبيانات الموجهة للوالدين ولفئة المراهقين
لماذا نقوم بالإستبانة؟ للوقوف على حالة المكتبة ومدى رضاء المستفيدين عن الخدمات و الأنشطة المقدمة لهم، للشروع في عمل تطويرات للخدمات و الأنشطة المقدمة وتقديم تسهيلات جديدة متنوعة، إن الابقاء على الصلة دائمة بالمستفيدين الحاليين أو حتى المحتملين يبقي المكتبة دائما تحت مظلة التطوير و التحديث الدائم وهم عنصران ضروريان لأي عملية نجاح حتى و إن كانت المكتبة في أوج نجاحها.
نحن لا نستطيع أن نحدد ونعظم ونعمل على تحقيق رغبات المستفيدين إلا في الإطار الضيق لرغباتنا، دون النظر إلى سياسات أخرى تضمن تحقيق رغبات المستفيدين وتحقيق رغبات العاملين في ذات الوقت؛ بتوفير جو العمل المبدع و التقدير الذاتي، وهذا يتحمل جزء كبير منه القائمين على السياسات ومجالس إدارات ومديرو المكتبات ومؤسسات المعلومات (أسامة غريب)
هدف هذا العمل :
1- وضع نماذج جاهزة يمكن لجوء المكتبات اليها عند الرغبة في عمل إستبانة وذلك بعد تطويعها وتعديلها
2- التعرف على الأنشطة المختلفة التي تقدمها المكتبات العامة الأجنبية
3- التعرف على الخدمات المختلفة التي تقدمها المكتبات العامة الأجنبية
4- معرفة أوجه القصور في الخدمات و الانشطة التي تقدمها المكتبات العربية
5- التعرف على نمط الحياة في المجتمعات الغربية ويتضح ذلك جليا في الإستبيانات الموجهة للوالدين ولفئة المراهقين
لماذا نقوم بالإستبانة؟ للوقوف على حالة المكتبة ومدى رضاء المستفيدين عن الخدمات و الأنشطة المقدمة لهم، للشروع في عمل تطويرات للخدمات و الأنشطة المقدمة وتقديم تسهيلات جديدة متنوعة، إن الابقاء على الصلة دائمة بالمستفيدين الحاليين أو حتى المحتملين يبقي المكتبة دائما تحت مظلة التطوير و التحديث الدائم وهم عنصران ضروريان لأي عملية نجاح حتى و إن كانت المكتبة في أوج نجاحها.
قد يكون ذلك راجعا لأسباب عديدة منها تغير إهتمامات فئة الشباب وعزوفهم عن القراءة بشكل عام، وانحسار كل اهتماماتهم على وسائل الإتصال الحديثة (الهواتف المحمولة و التابلت وأجهزة الحاسب الآلي الموصولة بشبكة الإنترنت) وشبكات التواصل الإجتماعي (الفيس بوك وتويتر وغيرها من الشبكات) وكذلك محركات البحث الشهيرة التي يصل من خلالها الشباب إلى بغيتهم في أقل وقت ممكن، ولكن هل إنقطعت صلة هؤلاء الشباب تماما بأوعية المعلومات بشكلها التقليدي أو الرقمي ؟
يطرح الباحث عدة أفكار تُمكن المكتبات من زيادة عدد إعاراتها لتحقيق الأرقام المستهدفة سواء من خلال زيارة المستفيدين للمكتبة بشكلها المادي، أو الزيارات الإفتراضية لموقع المكتبة؛ وذلك من خلال جذب فئة الشباب وتقديم المكتبة لخدماتها بشكل جديد لمسايرة ما يتم تقديمه من خدمات في معظم الدول الأجنبية
كل تلك العناصر السابقة تخضع لمعايير عالمية مثل المواصفة ISO TR 11219/2012 الخاصة بالشروط الواجب توافرها في المبنى، ثم المواصفة ISO 11620/2008 الخاصة بمؤشرات أداء المكتبات ، فالمواصفة ISO 16439/2014 الخاصة بقياس العائد من المكتبة، وكذلك المواصفة ISO 9001/2015 الخاصة بتطبيق الجودة، والتي شاع استخدامها وتطبيقها في المؤسسات الصناعية في المقام الأول، دون أن يكون لها مردود إيجابي في المنشىآت الخدمية المعلوماتية ....وغيرها من المواصفات الأخرى .
تعرض الدراسة لعدد من المواصفات العالمية المتعلقة بمجال المكتبات و المعلومات، وأخرى متعلقة بالمنشآت الإنتاجية و الخدمية ( والتي تم تطبيقها على المنشآت الخدمية وبعض المكتبات) وذلك لمعرفة مدى تطبيقها على مكتبات مصر العامة (داخل القاهرة)، وقد توصلت الدراسة إلى أن بعض هذه المعايير يتم تطبيقه بشكل جزئي، والبعض الأخر لا يُطبق تماما، وذلك من خلال عرض نسب مئوية للتطبيق تم ذكرها ت داخل البحث؛ هذا وقد وُجد أن بعض المعايير التي يتم تطبيقها داخل مكتبات مصر العامة لا يرجع إلى علم ودراية كاملين، أو لتبني المكتبة للمعايير بشكل منهجي، بل هو محض إجتهاد من العاملين أو نقل لخبرات سابقة لم يتم تطويرها، كما تبين من الدراسة أن تبني مؤسسات المعلومات لتطبيق المعايير يساعدها على إعادة هندرة العمليات الإدارية، كما يُمكنها من إعادة تنظيم ثقافة المؤسسة للإنطلاق نحو المستقبل
وبالنسبة لاحصائيات المكتبات في الولايات المتحدة (مكتبة لكل 18.000 نسمة) فمصر بحاجة إلى 3800 مكتبة، أما بالنسبة لإحصائيات المكتبات العامة في اليابان(مكتبة لكل 40.000 نسمة) فمصر بحاجة الى 1050 مكتبة عامة ،
ويبدو أننا لا نعاني فقط معاناة شديدة من نقص عدد المكتبات ، بل نعاني أيضا من عدم وجود خطط استراتيجية للمكتبات العامة تكون نبراسا للمديرين و القادة في المكتبات العامة يسيرون على هديها، وتكون كذلك هاديا ومرشدا للعاملين في المكتبات العامة لمعرفة الدور المنوط بهم والأمل المعقود عليهم في إحياء عالم المعرفة .
يستعرض الباحث أهمية التخطيط الإستراتيجي ومراحله و أهم عناصر التخطيط الإستراتيجي في بعض المكتبات العامة في الولايات المتحدة الأمريكية مثل مكتبة نيويورك العامة، ومكتبة شيكاجو ، ومكتبة سياتل وغيرها من المكتبات الأخرى، وهل تتفق فيما بينها في العناصر الهامة الرئيسية أي أن كل ما هنالك هو إختلاف تسميات فقط، أم ان هناك إختلافات جذرية في الخطط الإستراتيجية .
ثم يتسائل الباحث هل هناك خطط استراتيجية للمكتبات العامة في مصر أم لا ؟ ومن خلال السؤال المباشر لبعض العاملين في مكتبة مصر العامة، ومكتبات جمعية مصر للثقافة وتنمية المجتمع (جمعية الرعاية المتكاملة سابقا) ومن خلال البحث المباشر في شبكة الإنترنت ، لم يتوصل الباحث من خلال البحث العادي على موقع جوجل إلى خطط استراتيجية للمكتبات العامة في مصر، في حين أنه وجد وبالبحث العادي أيضا أكثر من 4 خطط استراتيجية لمكتبات عامة كبرى في الولايات المتحدة الأمريكية ، فكيف تعمل المكتبات العامة في مصر دون وجود خطط استراتيجية يعلمها جميع العاملون و المدراء .
وبينما نجد ان المكتبات العامة الأجنبية قد خطت خوات مذهلة نحو الإبداع والإبتكار من أجل الحفاظ على مستوى رضاء المستفيدين، نجد أن المكتبات العامة في مصر والكثير من البلدان العربية تعاني الكثير من المشكلات التي تعوقها عن الإبداع والإبتكار، وهي وإن كانت قد بدأت خطوات لا بأس بها إلا أنها لا زالت بعيدة جدا عن الإبداع و الإبتكار الذي يتجسد في عناصر كثيرة منها مرونة مواعيد العمل، وإتاحة الإعارة للمواد الأليكترونية ومعامل العلوم والطابعات الثلاثية بل وتجسدت في إعارة أحد الأشخاص كبديل للكتاب تتحدث معه مدة محددة داخل المكتبة ينقل لك من خبراته وأفكاره، وتجسد الإبداع أيضا في التفكير في إستغلال المكتبة بصورة غير تقليدية؛ كاتاحتها لحفلات الخطوبة مثلا وغيرها من الأفكار الأخرى ، والأمر ليس بالعسير ولا بالمعجز فدولة الإمارات قد خطت خطوات هائلة وتميزة في تشجيع الإبداع و الإبتكار
تتعرض الورقة لنماذج المكتبات العامة العالميةالمبدعة و المبتكرة مع بيان أوجه تميزها والبيئة الخصبة التي ساعدتها على ذلك مع إستعراض لبعض النماذج المبدعة من مكتبة الزاويةالحمراء عام 2016، وبيان أسباب عدم مقدرة المكتبات العامة على الإبداع والإبتكار .
وقياسات المكتبات تقوم على القياسات الببليوجرافية وقياسات النشاط العلمى وقياسات المعلومات بصفة عامة ، ولكنها اكتسبت خصائصها من ارتباطها بمكتبة ما
وإذا كان النشاط العلمى يفرز إنتاجا علميا يكون هو الأساس لعمل المكتبات وتقديم خدمة مكتبية ومعلوماتية للمستفيدين ، فإنه بذلك يكون من المنطقى أن تؤثر قياسات كل طرف بالأخر فتستفيد منه وتفيده فى الوقت نفسه
ومن هنا فقد جاءت هذه الدراسة لكى تجيب على السؤال التالي :
هل يمكن أن تكون بعض أنواع قياسات المكتبات عنصرا أساسيا من عناصر قياس النشاط العلمى ؟
وسوف يتم ذلك عن طريق قياس تأثير استخدام مقتنيات مكتبة مصر العامة بالدقي على قياس النشاط العلمى لبعض المؤلفين فى مجال المكتبات والمعلومات ، مستعينين فى ذلك باحصاءات سجلات بعض الخدمات التى تقدمها المكتبة
كل شيء على ما يرام !!! تلك العبارة البراقة الخادعة المميتة !!!
كل شيء على ما يرام.... فلدينا مكتبات تعمل بكفاءة عالية، ولدينا عدد كبير من المكتبات العامة !!!
ولكن هل حقأ كل شيء على ما يرام ؟
تكون الإجابة أكثر إحتمالا للتصديق إذا كانت من واقع الإحصائيات التي توضح عدد المكتبات، ومواقعها، والأرقام القياسية التي تحققها، والمنح المستغلة، والعمالة المؤهلة، وفرص التطوير المتاحة و المهدرة، وغيرها من العناصر الأخرى التي قد تبطل مقولة ان كل شيء على ما يرام .
إن المكتبات شأنها مثل شان جميع مؤسسات المجتمع ،إذا كان المجتمع بصحة وعافية كانت كذلك ،وإذا ترهل المجتمع وفسد؛ فما المكتبة إلا نتاج مؤسساته،ولكن هل يمكن أن يحدث العكس بمعنى أن تكون المكتبات بصحة وعافية لتأخذ بيد المجتمع المترهل الفاسد نحو الصلاح و العافية ؟
إن النزيف الداخلي من أخطر ما يصيب الإنسان لأنه غير مرئي لغالبية الناس، فلا يفطن للنزيف الداخلي إلا الأطباء المتمرسون ذوي الخبرة ،وكذلك ترجع أهمية النزيف لخطورته الشديدة على حياة الإنسان حتى لو تم تعويضه بكميات كثيرة من الدم، فهل تعاني مكتباتنا العامة من نزيف داخلي يعيق أي أمل منشود للنجاح ؛فإذا كنا نرفع من عدد المكتبات التي تعاني من نزيف داخلي خطير قد يؤدي بحياتها؛ فكأننا نعالج النزيف الداخلي لمريض بضخ كميات من الدم لجسده الذي ساءت حالته و أوشك على النهاية .
تناقش الورقة واقع المكتبات العامة في مصر من خلال تعدد جهات الإشراف عليها،والعدد المفترض أن تصل إليه، وعدد المقتنيات التي يجب ان تكون متاحة والتوزيع الأمثل لعدد المكتبات في كل محافظة، ثم تتطرق الورقة لإدارة المكتبات العامة في مصر وما هي الإدارة المثلى التي يجب أن تنتهجها إدارة المكتبات من أجل الإستغلال الأمثل للموارد المتاحة دون إسراف أو تقتير، وما هي الخطط الإستراتيجية التي يجب أن تتبناها المكتبة، ثم تتطرق الورقة للحديث عن واقع مشكلات المكتبات العامة في مصر مع أخذ مكتبة مصر العامة كنموذج...من حيث الأهداف التي تسعى المكتبة لتحقيقها، والخدمات التي تقدمها لمستفيديها، ومن حيث قياسات الأداء المتبعة....هذا الواقع الذي يكشف الكثير من الإيجابيات و الكثير أيضا من السلبيات ....ونحن في تعرضنا للسلبيات نأمل ليس نقد الواقع فقط، بل تحقيق طفرة ورؤية مستقبلية واقعية متفردة بعيدة عن البيروقراطية والأنماط الفكرية التقليلدية، لذا فإن الورقة البحثية في النهاية تسعى لتقديم بعض الحلول من خلال إستغلال خبرة الباحث التي تقرب من عشرين عاما في المكتبات العامة من أجل رسم واقع أفضل للمكتبات العامة و إدارتها في مصرنا الحبيبة .